البروفسور إركولة دي مارتينو

زراعة الحلزون أخيراً أستطيع أن أسمع الموسيقى

نص: أنشة نواه شاينرت صور: بريمر فوتو سيرفيس، رولاند شايتز
نشر لأول مرة في جريدة فيزرـكورير بريمن Weser-Kurier
 

إن زراعة الحلزون تمكن المصابين بنقص السمع العميق والصم من السمع مرة أخرى. إركولة دي مارتينو، اسم لامع في مجال زراعة الحلزون.

 Copyright © Bremer Photo Service Roland Scheitz

طبيب متواضع، في مكتبه يمكن المرء أن يتجول بسهولة وارتياح. إركولة دي مارتينو هو أحد أفضل أطباء الأذن والأنف والحنجرة في ألمانيا، وفقاً لتصنيف مجلتي FOCUS و Guter Rat المتخصصتين في هذا المجال.

كلا المجلتين تصدر سنوياُ قائمة بأسماء أفضل خمسين طبيب في ألمانيا، وتعتمد في ذلك على رأي المرضى والأطباء. إحدى الشهادات المعلقة في غرفة الإنتظار في مشفى DIAKO تشير إلى أن البروفسور هو من ستة أطباء مميزين في شمال ألمانيا من ولاية سكسونيا السفلى حتى ولاية ماكلنبورغ فوربومرن.

„أقوم فقط بعملي“، إنه متواضع دائماً، ولكن بالطبع يسره أنه حصل على هذا التصنيف بين زملاءه في المهنة. لقد قام في أيار الماضي (٢٠١٤) بتنظيم أحد أكبر مؤتمرات أطباء الأذنية في ألمانيا وهو مؤتمر أطباء شمال ألمانيا لأمراض الأذن والأنف والحنجرة. حوالي ٤٠٠ طبيب تبادلو خبراتهم في مجال العمليات.

إن البروفسور دي مارتينو معروف بشهرته في مجال عمليات الأنف وخصوصاً التجميلية منها وبجراحة الأذن التصنيعية وخاصة زراعة الحلزون.

إنه المؤسف ألا يستغل المرء كل الإمكانيات التي تقدمها له العلوم الطبية الحديثة.

كرس حياته لزراعة الحلزون بسبب ابنته، التي عانت منذ طفولتها من إصابة سمعية، وأراد لها ان تعيش حياة اجتماعية طبيعية. „ إنه المؤسف ألا يستغل المرء كل الإمكانيات التي تقدمها له العلوم الطبية الحديثة“ يقول البروفسور. منذ عام ٢٠٠٦ يقوم بزراعة طعوم الأذن. „ إنه رائع، أن يستطيع كل مريض فيما بعد السمع. خصوصي أنها قد تسبب مشاكل عدة عندما لا يستطيع المريض فهم الكلام“

 

لقد تغيرت حياة رينا نولتينيوس رأساً على عقب

„ياليتني قد علمت بذلك سابقاً“ قالت رينا نولتينيوس الحاصلة على الدكتوراة في تاريخ الفن، فهي قد عانت منذ تموز من العام المنصرم من نقص سمع حسي عصبي فجائي وأصبحت في ساعات قليلة شبه صماء. „أصبحت فقط تسمع أصوات ضجيج في أذنها“.

لقد تغيرت حياة السيدة الستينية من بورغفيلد رأساً على عقب، فقيادة السيارة، سماع التلفاز، وحتى المحادثات البسيطة أصبح من الصعب إجراؤها. „في الفترة الأخيرة أصبحت أتواصل مع الآخرين فقط من خلال الكتابة على قصاصات الورق، فدائماً أحمل معي قلم وورقة“ قالت رينا. لقد سمعت مصادفة عن زراعة الحلزون من خلال إحدى زميلاتها التي أجري لها زراعة الحلزون منذ حوالي ثلاثين عاماً، وعندما سألت رينا طبيب العائلة أخبرها بأنه عليها الذهاب إلى مدينة هانوفر.

منذ شباط أصبح بإمكان السيدة الستينية السمع من جديد

„ لقد أجريت العملية الجراحية بنجاح، أحسست أني عدت سنوات للوراء“ منذ شباط استطاعت رينا نولتينيوس أن تسمع من جديد. „ إنه إحساس آخر، حتى نفسياً ليس من السهل التعامل مع ذلك. لكنني حقاً محظوظة جداً أنني استطيع من جديد التفاعل مع الحياة“ تقول رينا.

لقد استطاعت أن تتفاعل بشكل جيد مع مجموعات الدعم الذاتية في مشفى DIAKO

لقد شاركت رينا في مجموعات الدعم الذاتية. „ يلتقي مجموعة من الأشخاص الذين تم لهم إجراء زراعة الحلزون ضمن إطار مجموعات الدعم الذاتي في الأربعاء الثاني من كل شهر، وحوالي كل خمسة أسابيع تلتقي مجموعة من خمسين مريض عولجوا بزراعة الحلزون مع البروفسور، إنه حقاً لعرض رائع“

„ بالنسبة لي من المهم ألا يترك المريض لوحده بعد العمل الجراحي، إني أولي أهمية كبيرة للعناية بالمريض بعد العمل الجراحي، كما أني أعرف جميع المرضى الذين أجريت لهم العمل الجراحي بشكل شخصي“ يقول إركولة دي مارتينو. لديه فريق مميز من معالجي النطق والسمعيات. „ إنهم يقومون بعمل جداً رائع“ يقول الطبيب مادحاً. وهذا مايؤكده أيضاً توبياس كولبين.

 

توبياس كولبين كان يسمع فقط ضجيج وتشويش سمعي، أما الكلام فكان بالكاد يستطيع فهمه

 Copyright © A. Noah-Scheinert

يعاني الشاب ذو ٢٢ ربيعاً من نقص سمع عالي الدرجة منذ ولادته. „في طفولتي كان عدم سماعي لصوت كسر الزجاج مدعاة للقلق بالنسبة لوالدتي“. فبدأت والدتي بالتنقل بين طبيب وآخر ووصلت حتى مشفى وسط بريمن. „ لقد استخدمت أجهزة سمع عديدة ولكن كل ذلك كان من دون جدوى“ يقول توبياس. „ منذ أن كان عمري سنتين بدأت باستخدام أجهزة السمع، كنت أسمع ضجيج صوتي، أما الكلام فبالكاد أستطيع فهمه. لذلك تعلمت قراءة الشفاه“ يقول توبياس. بعد زراعة الحلزون يصف توبياس حياته في الماضي بأنها لم تكن سهلة، فقد كان استخدام جهاز السمع يعطي احساس بالضغط شبيه باستخدام سماعات الرأس الموسيقية. „ لقد كان لي عالمي الخاص حيث أفهم لغة الإشارة، وحركات الشفاه ورويداً رويداً أصبحت على هامش المجتمع“ يقول توبياس كولبين

التعرض للمضايقات بسبب سوء الفهم

التحق توبياس بإحدى المدارس الخاصة في جادة ماركوس، ولكن ولكونه كان شديد الذكاء تم نقله إلى المدارس العادية، هناك اختبر توبياس ماذا يعني أن تكون مختلفاً. يقول „كثيراً ماتعرضت لمضايقات كثيرة نتيجة لسوء الفهم مع الأشخاص حولي“. فيما بعد خطرت لمربيته فكرة أن يقوم بجلب جهازه السمعي معه وإعطاءه لبقية أفراد الصف ليجربوا استخدامه. وبالرغم من ذلك كان هناك دائماً صعوبات ومشاكل في التواصل مع أساتذته.

يجب أن أفهم كل شيء من خلال حركة الشفايف

„ كنت أجد صعوبة في الفهم عندما يتكلم الأستاذ بطريقة لاأتمكن من خلالها رؤية حركة شفاهه، أما بالنسبة لقراءة السبورة والكتب المدرسية فلم يكان هناك من صعوبات تذكر“. فيما بعد انتقل توبياس إلى المدرسة الثانوية في إيسن لمتابعة تحصيله العلمي وهناك التقى بإحدى مربياته التي نصحته بإجراء زراعة الحلزون.

أنت تحتاج لزراعة الحلزون

بدأ توبياس بالمقارنة بين سلبيات وايجابيات إجراء عمل جراحي. „ إنه خطوة كبيرة في حياتي، حيث أنه سأتمكن من العودة إلى السمع من جديد“. لقد أخبرني البروفسور دي مارتينو في مشفى DIAKO منذ ثلاث سنوات بأنه سيتم إجراء عملية الزرع على إحدى الجهتين أولاً ثم بعد سنتين سيتم الزرع في الجهة المقابلة.

„إني سعيد جداً اليوم بأنني أخيراً تمكنت من سماع اللغة، في الماضي كانت الموسيقا بلنسبة لي لحناً واحداً أما اليوم فأصبح لها معنىً آخر“

السمع لايعني مباشرة الفهم

السمع لا يعني مباشرة الفهم ـ هذا مااختبره كل من توبياس كولبين ورينا نولتينيوس. إن عملية السمع بعد زراعة الحلزون بالنسبة لتوبياس هي عالم جديد أما بالنسبة لرينا فكانت العودة إلى عالمها القديم. „في البداية يجب على المرء أن يتعلم كيف يسمع وأن يكون لديه الصبر. جميع الأصوات تكون في البدء متشابهة. أصوات التلفاز والموسيقا مزعجة. أجمل شعور لدي كان عند سماعي لصوت تساقط المطر“. اليوم تأمل السيدة الستينية من بورغفيلد أن يسمح صندوق التأمين لها بمتابعة العلاج في مشفى DIAKO

زراعة الحلزون

 Copyright © Bremer Photo Service Roland Scheitz

جهاز زرع الحلزون

هو عبارة عن الكترود دقيق جداً يتم زراعته في حلزون الأذن. جهاز الاستقبال تتم زراعته مباشرة تحت الجلد خلف الأذن. جهاز البث يثبت على فروة الرأس مباشرة فوق جهاز الاستقبال من خلال مغناطيسي ويتصل مع مجرى السمع كبقية أجهزة السمع التقليدية. يتم نقل الإشارة الصوتية عبر ميكروفون، معالج صوتي رقمي، جهاز الاستقبال والالكترود لتصل إلى العصب السمعي.

العمل الجراحي

هي عملية مجهرية دقيقة تستمر حوالي ثلاث ساعات يتم خلالها زراعة الكترود ذو قطر ٠,٨ ملم في الحلزون، يتلو ذلك فترة استشفاء لمدة خمسة أيام يقضيها المريض في المشفى. بعد ٦- ٨ أسابيع تبدأ مرحلة إعادة التأهيل حيث يتم وضع وتشغيل الجهاز الخارجي وبعد ذلك تبدأ المعالجة السمعية.

إيجابيات وسلبيات العمل الجراحي

يمكن زراعة الحلزون لدى البالغين والأطفال، حيث أن فرص النجاح متساوية. „ كل إنسان يمكنه ان يسمع من خلال زرع الحلزون“ يقول البروفسور. لكن على المريض أن يكون متفاعلاً ومتعاوناً مع العلاج. يعمل المعالجون اللغويون والتقنيون والأطباء كفريق واحد لتدريب الدماغ على عملية السمع وهكذا يتمكن المريض من العودة إلى حياته الاجتماعية.

توبياس كولبين „ إن العودة للحياة الاجتماعية الطبيعية ليس بالأمر السهل بالنسبة لبعض المرضى، حيث أنهم اعتادوا على عالمهم الخاص. بالنسبة لي كانت مراقبة حركة الشفاه قبل زراعة الحلزون تسبب لي الإرهاق في نهاية اليوم. من سلبيات زراعة الحلزون أنك مضطر لإزالة جهاز البث عند النوم وبالتالي لايمكنني السمع.