زراعة الحلزون: وأخيراً أصبح بإمكاني السمع
زرعة الحلزون هي عبارة عن جهاز يتم زرعه في الأذن الداخلية، الهدف منه مساعدة الناس الصم أو المصابين بنقص سمع حسي عصبي عالي الدرجة على السمع. إن قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة في مشفى DIAKO في بريمن يعمل على زراعة الحلزون ومتابعة المرضى بعد العمل الجراحي..
أطلق على زراعة الحلزون هذا الإسم كون الأذن الداخلية لها شكل الحلزون. والجهاز عبارة عن جهاز يتم زرعه في الأذن الداخلية شريطة أن تكون وظيفة العصب السمعي طبيعية. هو لايقوم بتقوية الإشارة الصوتية وإنما يعمل على نقل التنبيهات إلى العصب السمعي مباشرة. له قسم خارجي وقسم داخلي. تمت أول زراعة حلزون في العالم عام ١٩٧٨.
أولريكة فاست تستخدم جهاز السمع التقليدي منذ أن كان عمرها ٩ أشهر
تشكو أولريكة فاست (٤٢) عاماً منذ ولادتها من نقص السمع عالي الدرجة، فقرر والديها آنذاك أن يوضع لها جهاز السمع التقليدي منذ أن كان عمرها ٩ أشهر. „لقد كنت أسمع من خلال جهاز السمع التقليدي، ولكن طبعاً لم أتمكن من فهم كل شيئ، لذلك كثيراً ماكنت أعتمد على حركة الشفتين“ تقول أولريكة.
دخلت أولريكة حضانة الأطفال ثم انتقلت إلى المدرسة الخاصة بالمصابين بنقص السمع في جادة ماركوس، وفيمابعد ذهبت إلى التعليم الثانوي الفني لتصبح بعد ذلك مربية. بعدما أنجبت ٣ أطفال ازداد نقص السمع لديها بشكل دراماتيكي. فتخبرنا أولريكة وتقول „ حتى مع استخدام أجهزة السمع التقليدية المتنوعة فإنني لم أحصل على النتيجة المرجوة“.
على الرغم من استخدام أجهزة السمع التقليدية المتنوعة فإنني لم أحصل على النتيجة المرجوة
لقد قررت أولريكة إجراء العمل الجراحي في مشفى DIAKO بعد أن كادت أن تخسر عملها. إن قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة في مشفى DIAKOيقوم بإجراء زراعة الحلزون منذ مايقارب العشر سنوات. „ تقدم زراعة الحلزون إمكانية السمع من جديد في حال تم تحقيق بعض الشروط العلمية المطلوبة“ يقول البروفسور دي مارتينو رئيس قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة في مشفى DIAKO.
من الشروط المطلوبة لزراعة الحلزون سلامة وظيفة العصب السمعي و أن يكون للمريض وظيفة سمعية سليمة أثناء فترة تعلمه اللغة، ومن الشروط الأخرى أيضاً هو ألا يتجاوز صمم المريض أكثر من عشر سنوات ولديه الرغبة بتعلم اللغة من جديد.
الدماغ يجب أن يتعلم اللغة من جديد
يتألف جهاز الحلزون من قسم خارجي يحتوي على ميكروفون ومعالج صوتي وجهاز بث وقسم داخلي يحتوي على (جهاز الاستقبال، المحفز، الإلكترودات) الذي يتم زراعته من خلال عمل جراحي لمدة ساعتين تقريباً.
يقوم الجراح بإدخال الإلكترود بتأن عال في حلزون الأذن وهو بدوره يقوم بتحريض العصب السمعي، من ثم يقوم الدماغ بتفسير هذ التنبيهات العصبية من جديد، التي تحتاج إلى عملية تعليمية قد تمتد إلى فترة ليست بالقصيرة.
على المريض أن يكون صبوراً ولديه القدرة على التحمل
„هذا هو الجزء الطويل والأصعب من العلاج ليتمكن المريض فيما بعد من السمع“ يقول البروفسور دي مارتينو، فقد تمتد فترة إعادة التأهيل لما يقارب السنتين ويتم إجراؤها في قسم العيادات في مشفى DIAKO، وهي تتطلب أن يكون المريض صبوراً ولديه قدرة على التحمل. في نهاية المطاف تكون النتيجة ممتازة بأن يستطيع المريض السمع من جديد كما حصل مع أولريكة فاست.